لعل الكثير منا قد قرأ عن الكلاسيكيات الماركسية والميكافيلية والفاشية وغيرها من الايدلوجيات ، اى ايدلوجية هى من صُنع آدمى بشر مثلة مثلنا ؛ ولكنه تميز عنا بعبقريته ورؤياه المُستنيرة التى منها قد خدم البشرية جمعاء وأفادها، ومنها من دمر وهدم وحرق
عندما تقرأ مثلا فى الفكر الماركسى تجد من أحدى أساسياته ،المادية الدياليكتية او المادية الجدلية و ديكتاتورية البروليتاريا .. هذه أسس قد بُنى ماركس عليها باقى أفكارة حتى تكتمل نظريته ، وأدعى ايضاً الدين هو الاداه التى اخترعها البرجوازيون ، لخداع العُمال والطبقات الكادحة ، كى تنتج لهم المزيد من الأرباح وزيادة رأس المال .. وان الدين هو آفيون الشعوب
اذ انه هو المُخدر الذى يُغيب الناس عن التفكير فى شئونهم والتطلع لما هو أفضل ، اى السعى وراء حقوقهم وبالاحرى ثورتهم ضد الرأسمالية ..
نتوقف هنا للحظات ، اذا انت حقاً قد اقتنعت بالفكر الماركسى ولديك عقيدة مُترسخة فى ذاتك سواء أكنت مُسلم أو قبطى أو اى عقيدة كانت .. هل ستتخلى عن عقيدتك لمجرد ان الماركيسية لا تعترف بالاله ؟
قطعاً لا ، الا اذا كنت من اللادينيين الملحدين ، وهذا أمراً أخر ..
ارى ان الاجابة البديهة هى .. قطعاً لن اتنازل عن عقيدتى حتى أكون ماركيسياً مُكتمل ! .. وليس عيباً أن تُطور أنت فى الفكر الماركسى نفسة ،بالأحرى ان تنتقى منه ما يتوافق مع مبادئك وتترك ما هو مخالف لعقيدتك او أفكارك او .. إلخ ،،
فيجب الحُكم على الايدلوجية من منظور شخصى خالص .. وهذا هو الابداع .
ومثالا أخر .. عن الليبرالية مثلا ، فهى أيدلوجية يعتبرها الكثير انها من أسمى درجات الُحرية لدى الفرد ، وعن قناعة تامة يؤيدون منطق " أنت حر أن لم تضر "! كيف ؟! .. كيف انت حُر ان لم تضر ، هل من الليبرالية ان أشاهد شخصاً ما يزنى فى الطريق وعلى مرآى ومسمع الجميع ! وبناءاً عليه وبما انك شخص ليبرالى فليس لك الحق ان تُعقب على هذا .. أتريد ان تتحدث فى هذا الشأن وانت من مبادئك ان هذا الشئ هو بمثابة حادث طبيعى فالجميع أحرار طالما لا يضروننى ..
الأخلاق هى جزء لا يتجزأ من الأيدلوجية يا سادة ، الأخلاق هى الآداة التى من خلالها نستطيع ان نحكم على أفعالنا ، تختلف او تتفق مع غيرك من خلالها .. فهى ضرورية جداً واذ فُصلت عن اى فكر أيدلوجى كان .. سيسود الفساد والفحشاء دون آدنى تعقيب من المواطنين على ذلك ..
اذ انه أصبح من الطبيعى الزنى فى الطُرقات وأنت شاهدت هذا بأم عينك ولم تعقب او تمنع ذلك ، وانت تعلم انه هذا يخدش حياءك ولكن دون جدوى - فالايدلوجية لا تتفق مع هذا الاعتراض ولكى تكون كامل الليبرالية فليمر هذا الموقف مرور الكرام
ومنها سترى العديد يقبلون على ممارسة الزنى ، نظراً لانهم مقتنعون تماماً ان لا أحدا له الحق فى مسائلتهم او مضايقتهم ..
ما هذا الفكر المادى البحت ! .. اين الجانب الابداعى اين عقلك وأفكارك ..
ليس بالضرورة طالما أقتنعت بأيدلوجية ما أن أطبقها بحزافيرها .. فلى عقيدة ولى مبدأ ولى توجة فكرى مُعين ، فلتجعله آداة للقياس لتحكم به على الايدلوجية التى توافقت معك ..
كل ما أريد قوله هو ان تُفتش عن أفكارك المدفونة بداخلك ولا تُسلم بالنظريات ،لأنها ليست مُنزلة من السماء .. بل هى من صُنع آدميون ، فهى قابلة للصواب وقابلة للخطأ . أترك مدلولك الداخلى يُحركك نحو الصواب ، بالربط مع جانبك الاخلاقى .. لتتعرف وتتفهم على ما يدور وراء الكواليس ..
0 للتعليق >>> إضغط هنا:
إرسال تعليق