من كتاب - رأس المال : كارل ماركس " تعريف الأجرة وكيفية تحديدها "



وهذا التعريف انطلق من الفكر الماركسى والذى كان مؤمناً بان الطبقات البرجوازية فى كل المجتمعات الأوربية فى طريقها الى الزوال، حيث أن تنامى قوة طبقة البروليتاريا يتزايد فإن الغلبة لتلك الطبقة فى النهاية .
المهم فى الامر انه عند سؤال عدد غير معين من العمال عن مقدار أجورهم فإن الاجابات التى يمكن أن يسمعها السائل قد تكون مختلفة ؛ اذ تتراوح بين 3 وحدات نقدية فى اليوم للعامل الواحد الى اكثر من عشرين أو خمسين وحدة نقدية فى اليوم الواحد للعامل، وتختلف وتتفاوت هذه الأجرة فى حقيقة الأمر لاختلاف وتباين الاعمال التى يقوم بها كل عامل من هؤلاء العمال ..
حيث انه من البديهى ان تختلف الاجرة طبقاً لنوع العمل فهناك فرق فى الصعوبة والندرة بين من يعمل فى حياكة الملابس وبين عمال المطابع وعمال الكيماويات، لكن ما يهم فى الأمر انه على الرغم من اختلاف الاجرة اليومية لهؤلاء العمال الا انهم جميعاً متفقون حول ان الأجرة التى يحصلون عليها ان هى الا ذلك المبلغ المالى الذى يدفعة الرأسمالى نظير وقت محدد من العمل من أجل القيام بعمل معين، وهذا معناه ان الرأسمالى يشترى إذن ـ كما يبدو ـ عمل العمال بالمال ونظير المال الذى يحصلون عليه فإنهم يبيعون للرأسمالى عملهم ..
لكن فى حقيقة الأمر ان الامر يسير هكذا فى الظاهر حيث ان ما يبيعه العمال فعلياً للرأسمالى هو قوة عملهم حيث يشترى الرأسمالى قوة العمل هذه لعماله ليوم واحد او لاسبوع او لشهر .
ولذلك ما ان تم الاتفاق بين الرأسمالى والعامل على ان يقوم العامل ببيع قوة عمله للرأسمالى وموافقة الرأسمالى على شراء تلك القوة بالتالى فإنة يستخدم قوة عمل العامل خلال الوقت المتفق عليه، حيث انه من خلال هذا المبلغ المالى الذى اشترى به الرأسمالى قوة العامل وليكن مثلاً يكافئ 2 وحدة نقدية، فإن الرأسمالى كان بوسعة ان يشترى أثنين كيلو جراماً من السكر أو ايه كمية معينة من اى سلعة أخرى .
وهذا يعنى ان الوحدتين النقديتين اللتين اشترى بهما اثنين كيلو جراما من السكر هما فى واقع الامر يمثلان الثمن الحقيقى لاثنين كيلو جراماً من السكر ، وطبقاً لذلك فإن الوحدتين النقديتين اللتين اشترى بهما الرأسمالى عدد 12 ساعة من قوة عمل العامل هما فى الحقيقة يمثلان ثمن الـ 12 ساعة عمل ، وبالتالى يمكن القول بان قوة العمل للعامل فى جوهرها هى بضاعة شأنها فى ذلك شأن السكر لا أكثر ولا أقل ؛ حيث إن الأولى . قوة العمل . تقاس بالساعة بينما الأخرى ـ السكر ـ تقاس بالميزان ..
ولذلك فان بضاعة العمال التى هى قوة عملهم انما يقومون بمبادلتها ببضاعة الرأسمالى بالمال ، وهذا التبادل يتم وفق نسبة معينة بمعنى قدر معين من المال مقابل قدر معين من استخدام قوة العمل .
فاذا كانت وحدتان نقديتان يأخذهما العامل نظير عملة 12 ساعة فى حياكة القماش عندئذ أليس هاتان الوحدتان النقديتان تمثلان بشكل حقيقى كل البضائع الأخرى التى يمكن شراؤها بتلك الوحدتين النقديتين ، وبالتالى فانه يمكن القول بان العامال قد بادل بضاعة هى قوة العمل ببضائع متنوعة ، وذلك وفقاً لنسبة معينة لذلك فإن الرأسمالى حين يعطى العامل هاتين الوحدتين النقديتين فإنه فى حقيقة الأمر كأنه يعطيه قدراً معيناً من اللحم أو الملبس أو الكهرباء أو الماء .. الخ ، مقابل عمله فى هذا اليوم عنده .
ومن ثم فان هاتين الوحدتين النقديتين تعبران عن النسبة الحقيقية التى يتم طبقاً لها القيام بعملية تبادل بين قوة عمل العامل ببضائع أخرى وهذا يعنى ان تلك الوحدة النقدية أيا كان عددها او قيمتها انما تعبر فى الواقع عن القيمة التبادلية لقوة العمل ، حيث ان القيمة التبادلية للبضاعة معينة مقدرة بالمال انما هى بالضبط ما يطلق عليه ثمن تلك البضاعة .
وذلك لأن الأجرة ليست إذن سوى الاسم الخالص لذى يطلق بالفعل على ثمن قوة العمل والذى يسمى فى العادة ثمن العمل، مع ملاحظة ان ثمن العمل هذا ان هو الا الاسم الخاص الذى يطلق على ثمن هذه البضاعة الخاصة التى لا يوجد منها الا فى لحم الانسان ودمه، ولتوضيح ذلك فإنه يتم ضرب مثال بالخياط ، حيث نجد ان الرأسمالى يقدم له النول والخيوط ومن ثم فان الخياط يشرع فى عمله من أجل ان تتحول هذه الخيوط الى قماش ، وبعد ان تصبح تلك الخيوط قماشاً فإن الرأسمالى باعتبارة مال آدوات الانتاج هو الذى يأخذها من العامل ويقوم بعرضها فى السوق حيث يستطيع ان يقوم ببيعها بمبلغ يعادل عشرين وحدة نقدية ..
وبالتالى يظهر الان سؤال؛هل أجرة العامل فى هذه الحالة عبارة عن حصة من القماش الذى يساوى فى الحقيقة 20 وحدة نقدية ؟
الا اننا سنجد اجابة كارل ماركس : ان العامل قد تقاضى أجرته قبل ان يتم بيع القماش بوقت طويل ، بل ربما تقاضاه قبل ان يقوم بصنع القماش بوقت طويل ،لذلك فان الرأسمالي يدفع هذه الأجرة من المال الذى حصل عليه من القماش اما يقوم بدفعها من المال المكدس عنده سلفاً تماماً كما ان النول والخيوط ليست من نتاج عمل العامل الذى انتج القماش حيث ان النول والخيوط هى عناصر للانتاج قدمها الرأسمالى للعامل .
وبالتالى فان البضائع التى يحصل عليها مقابل بضاعته . قوة العمل . ليست من نتاجة وقد لا يجد الرأسمالى مشترياً للقماش أو قد لا يحصل فعليا من بيع القماش على المبلغ الذى صرفة لدفع الأجرة ، كما انه من الجائز له ان يقوم ببيع القماش بفائدة . أسعار . كبيرة جداً مقارنة بالأجرة التى يحصل عليها العامل .
لكن ما هو جدير بالفهم والملاحظة ان كل من هذه الاحتمالات ليس لها علاقة إطلاقاً بالعامل حيث أن الرأسمالى قد اشترى بالفعل  بجزء من ثروتة الحالية قوة عمل العامل بنفس الطريقة التى حصل عليها بها بقسم آخر من ثروتة على المواد الأولية . النول والخيوط والأصباغ والطاقة ... إلخ ،،
وبعد إجراء هذه المشتريات التى من ضمنها قوة العمل الضرورية لانتاج القماش يشرع فى الانتاج بواسطة مواد آولية وادوات عمل تخصة وحدة دون غيرة ، ومن ثم فقد أصبح العامل فعلياً من ضمن هذه الأدوات ، وبالتالى أصبح العامل يمثل حصه أو جزءاً من المنتج مثله فى ذلك مثل النول والخيط ... إلخ ،،


ـ معنى الأجرة ـ
ومما سبق نجد ان الاجرة عندئذليست هى حصة العامل فى البضاعة التى قام بإنتاجها ، حيث إن الأجرة فى تلك الحالة ان هى الا قسم من بضاعة موجودة سلفاً يشترى بها الرأسمالى كمية معينة من قوة عمل منتجة، ولذلك فإن قوة العمل هى بضاعة يبيعها مالكها الذى هو العامل الأجير إلى الرأسمالى ، أما لماذا يبيعها فإنه يبيبعها لكى يعيش .

.... تابع قراءة التدوينة

كتاب ـ الأناركية كما نراها ـ ترجمة : مازن كم الماز -2



  لقراءة الجزء الأول .. (اضغط هنا )

ثالثــاً : تغييرها كلية -
اليس من الطبيعى الان ان نتساءل ما  الذى يمكن فعلة للاطاحة بأنظمة السيطرة والاستغلال التى تسيطر على كل جانب من حياتنا ، هل التغيير ممكن حقاً ؟
الجواب هو نعم بالتأكيد ! توجد الدولة وسائر المنظمات بالتحديد ( التنظيمات ) القمعية بالتحديد لأن هذا التغيير ممكن .. ان النظام الرأسمالى فى حالة دائمة من الأزمة . لدرجة ما فإن الصيرورة المستمرة من الازدهار والركود التى هى جزء من كيفية عمل الرأسمالية التى تساعدها بالتأكيد البقآء للأصلح فقط .. من جهة أخرى فإنها تعنى عدم الاستقرار الدائم وإحتمال قيام إنتفاضات العمال مع تزايد فشل الرأسمالية فى الوفاء بوعودها . 
كانت بريطانيا فى الثمنينات والتسعينات تتميز بإنتفاضات محلية دورية ضد الشرطة ، والبطالة ، ضد ضريبة الفرد .. لكن هذه محدودة مقارنتا بما حدث فى الماضى وما يمكن ان يحدث فى المستقبل ، داخل هذه العملية من التغيير الاجتماعى الراديكالى تقع الشيوعية اللاسلطوية ( الأناركية ) ؛ لكن ما هى الشيوعية اللاسلطوية الأناركية ؟
باختصار .. يريد الشيوعيون اللاسلطويون " الأناركيون " أن يرو تدمير النظام الحالى الذى يخدم الغنى والقوى . نريد عالم ينظم لتلبية الحاجات الاساسية لكل البشرية ، حيث تعود كل منتجات عمل الجميع للجميع " اى الشيوعية " ، نريد أيضاً الغاء سلطة الطبقة الحاكمة .. ستتم السيطرة على المجتمع من قبل جميع البشر من خلال منظماتهم الخاصة ( اللاسلطوية أوالأناركية ) ،، لكن أليس هذا كُله حلماً جميل !؟


إرث الطبقة العاملة :
-----
ليست اللاسلطوية " الأناركية " نتاج عقول بعض المفكرين الذين لا تواصل بينهم وبين الجماهير العريضة من البشر . انها تنشأ مباشرة من نضالات العمال والمُضطهَدين ضد الرأسمالية ، من حاجاتهم وكل رغباتهم غير المُتحققة للحرية . وللمساوآة ، وللإشباع الذاتى، فى الماضى فى كل زمان تحدث فيه الثورات السادة ظهرت اللاسلطوية واشكالها للتنظيم، ولو لبعض الوقت فقط غالبا دون ان تسمى نفسها لا سلطوية " اناركية .
فى الثورة الانجليزية فى القرن الـ 17 ، فان جماعات مثل المساواتيين " مجموعة سياسية ظهرت اثناء الحرب الاهلية الانجليزية " دعت الى المساواة والى التسامح الدينى ـ المترجم " ..
، المفرطين ( فرقة مسيحية ظهرت فى القرن الـ 17 اعتبرتها الكنيسة فرقة مهرطقة، دعوا الى وحدة الوجود وأعلنوا أن المؤمن مُتحرر من كل قيد تقليدى وان الخطية نتاج للمخيلة فقط ، وان الملكية الخاصة خاطئة، اعتبرتهم الحكومة يومها تهديدا للنظام الاجتماعى ــ المترجم .. )
الحفارين ( مجموعة من الشيوعيين البروتستانت الانجليز الزراعين ، دعوا الى المساواة والغاء الملكية الخاصة ، ظهرت فى القرن الـ 17 ـ المترجم .. )
طوروا فكرة الحرية ، المساواة ، والعدالة . اما اثناء الثورة الفرنسية فإن العمال والحرفيين طوروا وعيهم الطبقى الخاص بداية بتطوير الافكار اللاسلطوية " الأناركية "
(الغاضبون ) . فى كومونة باريس عام 1871 خلق العمال الفرنسين فى الواقع تنظيمات السلطة الجماهيرية التى تحدث النظام القديم لفترة محدودة من الوقت قبل ان يجرى اغراقها فى الدماء ، فى الثورات الروسية فى عامى 1905 ، 1917 طور العمال والفلاحون بنى شبيهة للسلطة الديمقراطية المباشرة ، مثل مجالس العمال ولجان المعامل ، ليس لهذا اى علاقة باستيلاء البلاشفة على السلطة فى اكتوبر تشرين الأول 1917
بشكل مشابه فى الثورة الهنغارية لعام 1956 اقام العمال مجالس العمال عندما واجهوا مضطهديهم الشيوعيين فى ايام مايو آيار من عام 1968 فى فرنسا تم الاستيلاء على المعامل والجامعات وفى كثير من الحالات أديرت وفق قواعد قريبة من القواعد اللاسلطوية " الأناركية " ..
من حركات العمال هذه تطورت اللاسلطوية كقوة بين أكثر العمال وعيا طبقيا ، بدأت فى القرن التاسع عشر فى الأممية الأولى، حيث ظهر تيار لاسلطوى متمايز،تحت تأثير الثورى الروسى ميخائيل باكونين وأصدقائة ورفاقة .
منذ ذلك اليوم كان للاسلطوية تأثير هام على حركات الطبقة العاملة على امتداد العالم، من امريكا اللاتينية الى المانيا الى السويد ، الى الصين واليابان واصبحت متجذرة عميقا ومؤثرة فى منظمات النضال الطبقى للعمال فى ايطاليا ، واسبانيا ، والبرتغال .. ولعبت دورا فى كل الثورات المعاصرة الكُبرى ..
دافع الأناركيون وناضلوا دوماً عن حاجة العمال لتولى زمام المجتمع وادارتة ، وان يأخذوا فى ايديهم السيطرة على معاملهم ، وحذروا من امكانية تسلق اى حزب او آخرين الى السلطة على ظهور الطبقة العاملة اثناء هذه الفترة الثورية .
أثناء الثورة الروسية عام 1917  ما حذر منه الاناركيون من ان النضال قد جرى اختطافة من قبل المحترفين والسياسيين قد ثبت انه حقيقى . لعب المناضلون الأناركيون دوراً فاعلاً وهاماً بين الجنود المجندين، الذين رفضوا مواصلة القتال فى الحرب العالمية وشاركوا فى الاحتجاجات فى المدن والريف، وساعدوا فى اسقاط النظام القيصرى ، وحكومة الطبقة الوسطى التى تلته .
مع تقدم عام 1917 اصبح العمال اكثر كفاحية وراديكالية واستولوا بحماسة على ادارة المعامل وطالبوا بوضع نهاية لنظام الهيمنة القديم، استولى الفلاحون على الاراض وعاد الجميع من العمال والفلاحين الى بيوتهم ؛ الشعار اللاسلطوى " الارض لمن يعمل بها " " المعامل لمن يعمل فيها " وكل السلطة للسوفيتتات ( مجالس العمال ) اخذها منهم الحزب البلشفى الشيوعى ، بطريقة ماهرة وسريعة خدع لينين الجماهير ليستولى على السلطة، اصبح العمال خاضعين لديكتاتورية الحزب على الفور تقريبا هذه الديكتاتورية التى اصبحت أكثر وحشية بشكل متزايد مع مرور السنين ..
كانت الحركة اللاسلطوية ايضاً ضحية للقمع البلشفى وأعدم الكثير من الاناركيين وسجنوا وتم نفى بعضهم ،خاف البلاشفة للتأثير المتزايد للاسلطويين بين الجماهير ـ كان اللاسلطويين فى الخط الامامى لاقامة لجان المعامل لادارة المصنع ،
فى أوكرانيا لعبت الحركة الماخنوفية، تحت قيادة المناضل اللاسلطوى " ناستور ماخنو " دوراً رئيسياً فى هذيمة الجيوش البيضاء "القيصرية" ، التى كانت تتقدم فى طريقها لسحق الحكومة البلشفية فى بتروغراد . لقد انقذوا حياة النظام البلشفى حرفياً ، لكن هذا لم يعفهم من هجمات لينين وتروتسكى، وأُجبر الماخنوفيون على القتال على عدة جبهات ضد الاعداء المتفوقين وهزموا فى نهاية المطاف ..  لكن على الرغم من ذلك وفى ظروف حربية صعبة للغاية ،حاولوا تحقيق الملكية الجماعية للاراض فى المنطقة التى كانت تحت سيطرتهم ..
ايضاً فى قاعدة كرونشتادت البحرية، وصم البحارة والجنود الثوريون الذين وصفوا فى عام 1917 بأنهم ( زهرة الثورة ) ، من قبل القيادة البلشفية، فى عام  1921 على انهم من "الثورة المضادة "و"حراس بيض " . ما كانت جريمتهم !؟
لقد انتقدوا ببساطة الديكتاتورية البلشفية على السوفيتتات التى كانت قد اصبحت الآن اشكالا فارغة عوضا عن ان تكون منظمات للسلطة العُمالية ،بحارة كرونشتادت بردة فعلهم على الوحشية الرهيبة للسياسات البلشفية وفساد الدولة ومقننات الجوع، كانوا فى الحقيقة يحيون القضية اللاسلطوية ضد الدولة، وبسبب هذه الجرأة تعرضوا للمذبحة .
فى اسبانيا عام 1936 واجهت الحركة الاناركية واحدة من اعظم تحدياتها، وفتحت المجال امام ثورة تلهمها الافكار اللاسلطوية ، النقابة اللاسلطوية الجماهيرية ، الكونفيدرالية الوطنية للشغل ، والمنظمة اللاسلطوية الفيدرالية الايبيرية ( او الفيدرالية اللاسلطوية " الاناركية " الاسبانية ) ، كانوا فى الخط الاول للقتال عندما حاول فرانكو " مدعوما من الجيش، والفاشيين،والملكيين والكنيسة الكاثوليكية " الاطاحة بالحكومة الجمهورية، فى العديد من المناطق هُزمت قوات فرانكو اول الامر من قبل العمال والفلاحين المسلحين فى مناطق ككتالونيا وآرغون، سيطر العمال والفلاحون على شؤون حياتهم، واصبحت الارض والمعامل ملكية جماعية بينهم،لكن اللاسلطوية الاسبانية التى كانت قد تأسست اساسا حول النقابات، كان يعوزها الادراك السياسى وسرعان ما كانت عرضة لتلاعب سياسى الحكومة الجمهورية و " الشيوعية " ، ادى هذا للاسف الى المساومة على الكثير من المواقف والسياسات الاناركية، هزمت اللاسلطوية الاسبانية ليس فقط من قبل الفاشين ورأس المال الكبير بل ايضاً من قبل الستالينيين وبسبب ضعف سياستها الداخليه نفسها .
خلاصة تطور الاناركية المسجلة هنا تظهر ان التغيير الحقيقى يمكن ان يحدث فقط من قبل العمال الذين تلهمهم اللاسلطوية ، واللاسلطوية ليست حلماً طوباوياً ، انها تيار تحتى ( قاعدى ) دائم الوجود فى ممارسة الطبقة العاملة، المهمة المطلوبة هى فى جعلة التيار الرئيسى، بينما قد يسعى العمال الى الحلول التحررية لمشاكلهم فى الفترات الثورية ، فهناك أخرون مثل التروتسكيين وسياسى الطبقة الوسطى الذين يحاولون استخدامهم لكى يتسلقوا الى السلطة 
كان الاناركيون سذجا فى الماضى،رأوا اعداءهم الرئيسين (عن حق) على انها الرأسمالية الكبيرة والدولة لكنهم لم يكونوا واعيين بما يكفى بالمخاطر التى يمثلها أولئك الذين يدعون انهم جزء من حركة العمال ..
لهذا السبب نحتاج الى منظمة لاسلطوية كبيرة حسنة التنظيم واعية سياسياً ، منظمة كهذه ستترك رؤى بديلة للمستقبل وستتطور الافكار اللاسلطوية وتقدم حججاً معارضة للاشتراكيين الدولتيين والليبراليين وبقية الاصدقاء المزيفين للطبقة العاملة، إن اعداء الاناركية جيدو التنظيم، ولذلك تحتاج الاناركية لأن تكون أفضل تنظيماً ، المساعدة بإقامة مثل هذه المنظمة هى مهمة الفيدرالية اللاسلطوية ( الأناريكة ) ،،
.... تابع قراءة التدوينة

ثورة على الجنرال






مهما القلم يكتب ،، قلب البلد موجوع 
سكت الكلام ـ مات الوئام
ورجعلنا المخلوع !
عايش كما الخالق
استغفرك ربى
بالدم تتعايق
تقبض على قلبى
تحبسنى خلف السور
ما ادرى بشكل النور
و دارير عليك الدور
ياللى انت متخبى

ثورة على الجنرال
ندل وخسيس .. بطال
سارق صباح الدار
لكن طالعلى نهار
راجع يجيب حقى
.... تابع قراءة التدوينة

كتاب ـ الأناركية كما نراها ـ ترجمة : مازن كم الماز -1


مقدمة :
العالم الذى نعيش فيه عالم غير معقول ( لا يخضع للعقل ) . حيث يجوع الملايين فى العالم الثالث بينما يراكم المجتمع الاقتصادى الطعام الذى لا يجد من يشترية ، يستخدم قادة العالم العنف لتعزيز السلام . تقاتل الشعوب الصغيرة جيرانها فى سبيل أجزاء صغيرة من الاراضى . تضع الحكومات المكاسب قصيرة الامد قبل الحفاظ على موارد الكوكب . تكدح الغالبية العظمى من العالم من أجل البقاء ، بينما تعيش قله قليلة فى ترف بلا حدود ، الفقراء مضطهدون فى كل مكان من العالم . بينما يواجة النساء والسود إضطهاد وصعوبات إضافية ..


فى مواجهة هذا الجنون تقترح الفيدرالية اللاسلطوية ( الأناركية ) عالما مختلف بالكامل ؛ عوضاً عن النهب ندافع عن التعاون ، ويجب استبدال الفقر المصطنع بالوفرة للجميع ، يجب ان نعيش فى تناغم مع الكوكب لا ضده ، نظام الحكومة والاستغلال الذى اعتبر بديهيا يجب التخلص منه .. نريد هنا ان نشرح ما هو البديل الشيوعى اللاسلطوى ( الأناركى ) ، فعوضاً عن أن يكون مجرد حلم طُوباوى ، انه فى الواقع يقدم أفضل حل ممكن ، عقلانى وعاقل لمشاكل العالم ..


أولاً : نظــام العــفن ـ
نعيش فى عالم غنى ومزدهر . عندما تفكر فى الفقر فى هذا العالم يبدو من الصعب تصديق انه يوجد هناك اكثر مما يكفى للجميع . ينتج ما يكفى من الغذاء فى الواقع ليطعم 3 مرات أكثر مما هو عليه الان . لكن مايزال هناك أُناس لا يحصلون على هذا الغذاء ، بينما يستطيع البعض انفاق الملايين على الحفلات والمآدب لأصدقائهم الأثرياء . حقيقة اننا نعيش فى عالم تسيطر عليه طبقة واحدة شئ واضح لكل شخص . لكن ما الذى نعنية بالطبقية ؟ بأبسط ما يمكن هناك طبقتان : أولئك الذين يلعبون دوراً رئيسياً فى السيطرة على ثروة وموارد العالم ، طبقة السادة الرأسماليين و أولئك الذين عليهم ان يعملوا او ان يحصلوا على المعونات لكى يبقوا على قيد الحياة . اى الطبقة العاملة ..


النظام الطبقى هو جزء ضرورى وأساسى من النظام الاقتصادى الذى يؤثر على حياة كل شخص بسيط فى العالم ، يسمى هذا النظام بـ " الرأسمالية " ورغم أنه يغير شكلة من وقت لأخر،فإنه قد اصبح القوة المهيمنة فى المائتى سنة الأخيرتين ، ذات قدرة عاليه على التكيف؛ وفاسدة وشاملة لك شئ فى نفس الوقت فإن الرأسمالية تُرى من قِبل كل شخص تقريباً على إنها طبيعة وحتمية . لكن الأمر ليس كذلك ..
رغم أن الرأسمالية نظام عالمى للإستغلال واللصوصية حيث تعمل الشركات متعددة الجنسيات فى كل مكان ، فإن أساسة بسيط جداً . ينتج الثروة فى الأساس الناس الذين يستخدمون الأدوات ليحولوا المواد الخام المأخوذة من الطبيعة . لكى يبقوا على قيد الحياة يجبر العمال على ان يبيعوا عملهم ( أو ما يسمى بـ " عبودية العمل المأجور " ) ، وذلك بسعر السوق . فى أثناء عملهم يصنع العمال البضائع التى هى جزء من الحياة اليومية ويوفرون الخدمات . لكن المكافأة التى يحصل عليها العمال بشكل أجور أقل من قيمة المنتجات والخدمات التى أنتجوها .
الفرق فى القيمة بين ما انتجة العمال وما يكسبونه هو أساس الربح الذى يذهب الى الرأسمالى . بهذه الطريقة يتعرض العمال فى كل مكان للسرقة من حصتهم فى موارد الأرض ومن قيمة عملهم . بهذا المعنى فإنهم يتعرضون للإستغلال من خلال قيمة عمل ملايين العمال . يزيد الرأسماليون من قوتهم وثروتهم .


الرأسمالية هى نظام للمنافسة الشديدة العنيفة ، وهى نظام غير مستقر الى حد كبير . تقود الرأسمالية الى أزمات إقتصادية متكررة يمكن فيها الرأسماليون فقط أن ينجو ( يبقوا ) على حساب العمال ، وتتشكل حالة من البطالة الجماعية التى هى ميزة واسمة لحياتنا اليوم ..
تنتج الرأسمالية الأشياء مقابل الربح عوضاً عن أن تفعل ذلك فى سبيل الحاجة " لتلبية الحاجات " . لذلك عوضاً على ان تنتج عددا قليلاً من المُنتجات المُفيدة . تحاول الشركات بإستمرار أن توسع عدد منتجاتها فى سبيل الربح . لذلك نجد فى الأسواق المركزية ( السوبر ماركت ) مزيلات الروائح ، معاجين الاسنان ، بودرة الغسيل .. الأسواق المركزية ( السوبر ماركت ) مثل ، تيسكو ، سينسبرى وآسادا جميعها تبيع نفس المنتجات تقريباً ولجميعها نفس الحافز : أن تجعل المستهليكن  يشترون بضائعها . عوضاً عن أن تكترث بتوفير الأشياء الضرورية لبقائنا ، فإنها تهتم فقط بجنى الأرباح ، لا يكفى أن تكون جائعاً . يجب أيضاً أن تملك المال وسيفضل صانعوا الارباح ترك الطعام يتعفن من أن يطعوه للجوعى والفقراء .
هذا يصبح صارخا ( واضحا ) أكثر عندما تكنز دول المجموعة الأوربية جبالا من اللحم والزبد والحبوب بينما تضرب المجاعة الرهيبة  أجزاء كبيرة فى أفريقيا . فى هذا السياق لإن الافعال الخيرية غير ذات أهمية . إن خلق جبال الغذاء هو نتيجة للنقص المفروض ، الذى يعنى فى السوق، اسعارا اعلى وارباحا أكثر ، بيروقراطيو المجموعة الأوربية يفضلون رمى جبل الغذاء هذا فى البحر، عن أن يهددوا الربحية أوالارباح . هذا الشئ يحدث فى كل العالم ..
بحثاً عن الأرباح انتقلت الرأسمالية الى عصر الإستهلاك . يطلب الينا ان نشترى ونشترى ونشترى ، حتى الاطفال ليسوا آمنين من المعلنين الذين يقتحمون بيوتنا ويغطون كل بقعة متاحة بلوحات اعلاناتهم وشعاراتهم وشارات متاجرهم . لا تستطيع الصحف والمجلات البقاء ما لم تُحشى بالإعلانات ..  بمساعدة المصادر التكنولوجية الهائلة تخلق الرأسماليةه منتجات جديدة تتفوق على السابقة ؛ أنظر فقط على تغير تكنولوجيا الكاميرات على مر السنين ، أن اعجوبة السنة الماضية من التكنولوجيا أصبحت لاغية اليوم . علينا ان نشترى أخر منتج .. افضل منتج


نزعة استهلاكية كهذه ليست قاصرة على البلدان الغربية المتقدمة ، حتى أفقر المدن الافريقية تغطيها الاعلانات التى تحث الناس على شراء منتجات غير نافعة وحتى خطيرة
، لكنها الطبقة العاملة فى العالم الثالث هى التى تعانى أشد من غيرها ، بسبب الرأسمالية العالمية . بينما تحصل الطبقة الحاكمة على نصيبها من الثروة ـ فمواردها منهوبة ـ ويجبر عمالها فقط على الحياة بمستوى يسمح لهم بالبقاء على قيد الحياة ، اجزاء كثيرة من أفريقيا لا تستطيع ان تطعم شعوبها ـ لكنها تزرع الغذاء لغايات التصدير ! 
أصبح جنوب شرق آسيا محل العمل الشاق ومبغى العالم فى نفس الوقت فى كل مكان ، تخترق الرأسمالية كل جوانب الحياة .. حقاً انه نظام عفن ،،


ثانيا : السيطـرة الإجتمـاعية -
نتيجة للحياة فى ظل نظام كهذا ، يصاب الكثير من العمال بالحيرة ( التشوش ) بشكل طبيعى لدرجة او أخرى فى معظم الوقت ، للحفاظ على السلام والنظام فى المجتمع ، ظهرت مجموعة كاملة من الاساليب للسيطرة على البشر ، أكثرها قوة هى الدولة، مع ذلك توجد تقنيات السيطرة الاجتماعية فى كل مستويات المجتمع ،،
تعمل الدولة متحالفة مع الرأسمالية ، التى تتقاسم معها كثيراً من المصالح المشتركة ، تقدم الرأسمالية للدولة نظاماً إقتصادياً يمولها من خلال الاستغلال ـ الدولة بدورها توفر نظاما يسمح للرأسمالية بالقيام بأعمالها بشكل جيد ، فى بلدان مثل كوبا ، كوريا الشمالية ، الصين .. الخ ، فانهما تندمجان فى نظام واحد ان افضل وصف له هو " رأسمالية الدولة "


الدولة هى فى الاساس نظام للعنف المُنظم للحفاظ على هيمنة الطبقة الرأسماليه الحاكمة . لكن النظام أفضل ما يحقق من خلال قبول الناس ، أكثر منه من خلال القوة العارية ( المباشرة ) . بالنتيجة ، تحتوى الدولة المعاصرة على عناصر تهتم بمحاولة جعلنا نُفكر بطرق معينة ونتصرف كمواطنين مطيعين ! للدولة أيضاً وجه لطيف ظاهريا فى انها توفر منافع رفاهية يفترض ان تكون لمساعدة الفقير ، المريض ، المتقدم فى السن .
عبر أساليب الحكومات التى تعمل داخل النظام البرلمانى والخدمة المدنية ، تسيطر الدولة على عملياتها ، القوات المسلحة ،قوة الشرطة ، المحاكم والسجون .. جميعها تعمل لتسيطر علينا جسديا ( مادياً )  انهم عملاء وحشيون ( قُسـاة ) يوقعون العقاب بنا اذ حاولنا مناقشة " حقهم " فى حكمنا .. الدولة وقوات القمع التابعة لها ليست محايدة بأى حال من الاحوال ، وتعارض بقوة النضال فى سبيل التحرر.
دولة الرفاه ، منظومة المدارس والعمال الاجتماعيين .. الخ ، يبدو انهم جميعاً يحملون مصالحنا فى قلوبهم لكنهم فى الواقع اشكال مختلفة وأكثر تخفياً فقط للسيطرة أو انها قد اصبحت ضرورية لأسباب اقتصادية .
توجد الخدمة ( الرعاية ) الصحية اساساً للحفاظ على قوة عمل جيدة الصحة لكن فقط للدرجة التى يحتاج فيها النظام الى عمال أصحاء ليعملوا . تناول السجاير والكحول سببان هامان للمرض، لكنهما يمنحان للدولة قدراً كبير من المال بشكل ضرائب !
ولذلك لم تكن هناك اى محاولة جدية لتقويض ربحية هاتين الصناعتين .. فقط الارباح تأتى قبل الصحة !!
بشكل مشابة فأن منظومة التعليم ، بطريقة أكثر وضوحاً تنظم لتؤمن قوة عمل يمكن ان تقرأ وتكتب وتقوم بالحسابات الأساسية ، أضافة الى تعلم كيف تطيع الأوامر وتقبل السيطرة من الأعلى ، يملأ المعلمون رؤوس تلامذتهم الصغار بالافكار المقبولة من طرف الطبقة الحاكمة ..
هذه الافكار تعززها وسائل الاعلام الجماهيرية بما فى ذلك التليفزيون والراديو ، صناعة الافلام ، المجلات ، يقومون فيما بينهم بخلق منظومة أفكار تعرف عادة بالـ حس " الرأى " العام ... والراى العام هو منظومة القيم الدارجة للطبقة المستغلة التى تقف فى مواجهة الطبقة العاملة . هكذا فإن الدين ، القومية ، العنصرية ، الوطنية ، والتميز الجنسى التى تضعف من تضامن الطبقة العاملة تصبح شائعة بين الطبقة العاملة ذاتها .


كل هذه العوامل تساهم فى الوهم بأن هناك حرية ، عدالة ، مساواة وديمقراطية ، بينما تقوى فى الحقيقة قبضة الرأسمالية والدولة .. 
خذ الديمقراطية كمثال ؛ اياً كان الحزب الذى يربح الانتخابات العامة ، فإن الرأسمالية والدولة تبقيان بمنآى عن اى تأثير او تغيير الى حد كبير ، ستبقى الطبقة العاملة عُرضة للاستغلال والاضطهاد وسيحتفظ الاغنياء والأقوياء بإمتيازاتهم ، بما ان حزب المحافظين منخرط بشكل اكثر مباشرة فى اقامة الهيمنة ، فانه فى مواقع افضل للنجاح فى الانتخابات ، اما حزب العمال حتى عندما يعطى فرصة الحكم فإنة يتصرف بمثابة عميل أليف للرأسمالية ..
خارج الدولة توجد منظمات تدعى تمثيل مصالح الطبقة العاملة بينما تساعد فى حقيقة الأمر فى الحفاظ على منظومة الاضطهاد والاستغلال ، النقابات هى امثلة على هذه المنظمات  ، اولا انها تضعف اى احساس بالهدف والتضامن داخل المعامل والصناعات بتقسيم العمال حسب مستوى مهاراتهم، هذا يؤيد الاختلافات فى الدخل والوضعية ( الاجتماعية ) داخل الطبقة العاملة ، وبخلق " ارستقراطية عمالية " ، ثانيا تنظيم النقابات غالبا على اساس الصناعات وبهذا فإنها تقسم النضال ، كم مرة كسرت الاضرابات فى صناعات مختلفة . فقط لكى يستفاد بها واحدة تلو الاخرى ؟
النقابات هى ايضاً منظمات بيروقراطية ذات مصالح منفصلة عن مصالح العمال الذين تدعى قيادتهم .. يريد اعضاء النقابات ان ينتصروا فى الاضرابات ، يريد قادة النقابات ان يحافظوا على نمط حياتهم المريح . عندما يتعارض هذان الاثنان يتعرض العمال للخيانة ، بيروقراطيات النقابات منخرطة بشكل عميق فى الرأسمالية من خلال استثماراتها ، ملكياتها الخاصة .. الخ ،
كل عملية التفاوض بين النقابات والادارة ( التى تعرف بالمفاوضة الجماعية ) تخدم فقط فى أفضل الاحوال حصول العمال على بعض الفوائد الاضافيه بينما تحافظ على منظومة الاستغلال سليمة .
على مستوى أخر .. يتعلم الاطفال غالبا من آبائهم ( كما فعلوا هم من آبائهم ايضا )
افكار سيطرة الذكر ،العنصرية ،الوطنية ، وضرورة الهيمنة والخضوع .. الطرق التى يقدم فيها الناس لعضهم البعض تعزز غالبا من هذه المظالم الفردية التى يجب تحديها ،،



.... تابع قراءة التدوينة

- الأبنودى - رسالة الى المجلس العسكرى


.... تابع قراءة التدوينة