ان البشر يولدون أحرار
ان حقوقنا غير قابلة للمساومة . يأتى كل إنسان الى هذا العالم كوريث لكل الأجيال السابقة . العالم بأكلملة هو لنا بحق الولادة فقط . إن الواجبات التى تفرض علينا كإلتزامات أو كمُثل عُليـا ، كالوطنية مثلاً ، الواجب تجاه الدولة ، عبادة الإله ، الخضوع لطبقات أو سلطات أعلى ، إحترام الامتيازات الموروثة .. كلها أكاذيب .
إذا كان البشر يولدون أحرارا ، فالعبودية تكون بمثابة قتل
لا يمكن لأحد ان يحكم أى شخص آخر . لا يمكن الزعم أن البشرية كاملة ، أو انه بسبب طيبتها الطبيعية " او بسبب نقص فى هذه الطبيعة " يجب السماح لهذا الشخص او ذاك " او لا يجب " بممارسة حكم الآخرين . إن الحكم بهذا الشكل يؤدى الى التعسف . لا يوجد بشر متفوقون ولا طبقات ذات إمتيازات فوق او ارفع " من البشرية غير الكاملة او الناقصة " تستطيع أو مخولة بحكم بقيتنا . إن الخضوع للعبودية يعنى التنازل عن الحياة .
كما أن العبودية قتل ، فإن الملكية سرقة
تعنى حقيقة ان البشرية لا تستطيع التصرف بميراثها الطبيعى أن جزءا منه أخذ منها ، إما بوسائل القوة " القوة الشرعية القديمة أو السرقة " أو الخداع ( الاقتناع بإن الدولة وحاشيتها أو اى طبقة تسيطر على الملكية بالوراثة مخولة بالحصول على إمتيازات ) أن كل انظمة الملكية الحالية تعنى حرمان البعض من ثمرة عملهم . من الصحيح أنه فى مجتمع يقوم على التنافس ، ان الاستحواذ على الوسائل المستقلة هو فقط الذى يتيح للإنسان أن يكون متحررا من الإقتصاد . " هذا ما عناه برودون عندما قال ، مخاطباً الحرفيين المستقلين " ، - ان الملكية هى الحرية - ، والذى بدا أول الامر متناقضاً مع قوله المأثور - ان الملكية هى سرقة - لكن مبدأ الملكية فيما يخص المجتمع ، يقع فى أصل اللا مسـاواة .
إذا كانت الملكية سرقة ، فإن الحكومة هى الطغيان
إذا قبلنا بمبدأ المجتمع الإشتراكى وبإلغاء الإمتيازات الموروثة والطبقات المهيمنة ، تصبح الدولة عندها غير ضرورية . طغيانا بما أنه ليس أمام هذا الجسم الحاكم اية وسيلة اخرى للاحتفاظ بسيطرتة " سوى الطغيان " إن الحرية من دون إشتراكية هى استغلال ، أما الاشتراكية من دون حرية فهى طغيان - باكونين -
إذا كانت الحكومة هى الطغيان ، فالأناركية هى الحرية
اولئك الذين يستخدمون تعبير الاناركية " ليعنوا الفوضى " أو الاضطراب هم على خطأ . اذا اعتبروا ان الحكومة ضرورية ، واذا اعتقدوا انه لايمكننا أن نعيش دون أن تقوم الحكومة البريطانية بتوجية أمورنا ، واذا اعتقدوا ان وجود السياسيين ضرورى لسعادتنا وانه لايمكن ان نتصرف بطريقة إجتماعية من دون وجود الشرطة ، فإنهم عندها محقون فى افتراض ان الاناركية تعنى عكس ما تضمنه الحكومة . لكن اولئك الذين يحملون الرأى النقيض ، ويعتبرون الحكومة هى الطغيان ، هم محقون ايضا فى اعتبار ان الاناركية ، وليس الحكومة ، هى الحرية . اذا كانت الحكومة هى مجرد المحافظة على الامتيازات والاستغلال وانعدام عدالة التوزيع ، عندها تكون الأناركية هى النظام .
من كتاب : الأناركية ، والحجج دفاعا عنها و ضدها لـ آلبرت ملتز
ترجمة : مازن كم الماز
المصدر : مدونة الأناركية بالعربية
0 للتعليق >>> إضغط هنا:
إرسال تعليق