ـ إن الانسان الكامل او الاقرب الى الكمال انما هو ابن الحب الكامل ،فالمحبة وحدها هى السبيل المؤدى الى إدراك الحق والقوة والجمال .
* طريق المبدع ..
أتقصد العزلة يا أخى لتجد الطريقة التى توصلك الى مكمن ذاتك ؟ إذن فقف قليلاً فى تردد أصغ إلى :
لقد قال القطيع : " من فتش فقد تاه ، ومن انعزل فما أمن العثار "
وأنت قد عشت طويلاً بين هذا القطيع ، ولسوف يدوى صوته ملياً فى داخلك . فاذا قلت له : ـ لقد تغير ضميرى جانحاً عن ضميرك ـ فلن تكون إلا شاكياً مُتألماً .
ان اشتراكك بالشعور مع القطيع قد أورثك هذا الألم ، وآخر وهج من هذا الضمير المشترك لا يزال يلهب فجيعتك فيجددها . ولكنك ترغب فى اتباع هاتف آلامك لأنه يقودك الى التوغل فى ذاتك ، فأين برهانك على حقق فى المضى اليها وانك قادرا على هذا السفر ! أفأنت قوة جديدة وحق جديد ؟ أأنت حركة ابتداء ؟ أأنت عجلة تدور على ذاتها ؟ أبوسعك أن تجعل النجوم تدور حولك ؟ لكم من طموح يتحفز نحو الأعالى ، ولكم من طمع يرتعش فى أمانيه ، فإثبت لنفسك انك لست من الطامحين الطامعين .
ان كثيراً من ساميات الأفكار لا تعمل الا عمل الأكر المنتفخة فلا تكاد تتخضم حتى يحكمها الضمور .
انك تدعو نفسك حراً ، فقل لى ما هى الفكرة التى تقيمها مبدأ لك . ولا تكتف بقولك انك خلعت نيرك . فهل كنت يا ترى ذا حق بخلعة ؟ ان من الناس من يفتقدون آخر مزية لهم إذا هم انعتقوا من عبوديتهم .
هل بوسعك أن تسن لنفسك خيرها وشرها فترفع أرادتك شريعة تسود أعمالك ؟ أبوسعك أن تكون قاضياً على نفسك وأن تكون منتقماً منها لشريعتك ؟ انه لأمر مُريع أن يبقى الإنسـان منفرداً مع من أقامة قاضياً على نفسة ومنتقماً منها بالشريعة التى أوجدهـا . إن مثل هذا الإنسان ليذهب فى الفضاء ذهاب الكواكب مقذوفــاً إلى فراغ الوحدة وصقيعها .
ـ ان أشد من تصادف من الأعداء خطراً انما هو أنت وما يترصدك فى المغاور والغابات إلا نفســك .
* الصديق ..
يقول المنفرد فى نفسة " لا اطيق وجود أحد بقربى " زلكثرة ما يقف محدقاً فى ذاته تظهر التثنية فيه ، ويقوم الجدال بين شخصيته وبين ذاتة فيشعر بالحاجة الى صديق . وما الصديق للمنفرد ( أى المبدع او المتفوق على نفسه ) إلا شخص ثالث يحول دون سقوط المتجادلين إلى الأغوار كما تمنع المنطقة المفرغة غرق العائمين .
ان أغوار المنفرد بعيدة القرار ، فهو بحاجة الى صديق له أنجــاده العالية ، فثقة الانسان بغيرة تقوده الى ثقتة بنفســـه ، وتشوقة إلى صديق ينهض أفكاره من كبواتها !
ـ الإرادة تجتاز مراحل السنين صامتة ، لا يعتريها تحول وتغير ..
ـ بما أن الاضعف يستسلم للأقوى والاقوى يتمتع بسيادتة على هذا الأضعف فان الاقوى يعرض نفسة للخطر فى سبيل قوته ، فهو يجازف بحياته مستهدفاً للأخطار ..
ـ لقد وجب عليك أن تكون انت الجهاد والمستقبل والهدف وان تكون فى الوقت نفسة الحائل الذى يعترضك فى الانطلاق صوب هدفك او ما تريد ..
ـ لا ريب فى اننا نحب الحياة ، وليس سبب ذلك لأننا تعودنا الحياة ، بل السبب فى اننا تعودنا حب الحياة ..
ـ كن اميناً وابذل للأمانة دمك وشرفك حتى ولو كان جهادك فى سبيل ما يضر وما يورد الى المهالك ...
من كتاب : هكذا تكلم زراديشت ،، للفيلسوف العملاق ( فريدريـك نيتشـة ) .. كم أنا عاشقاً لهذا الرجل الخالد ...
0 للتعليق >>> إضغط هنا:
إرسال تعليق