أعمال الإنسان مُقدرة ومكتوبة فى اللّوح المحفوظ ، من قبل بداية الخلق او مجئ هذا الكون حتى .. اى البدايات والنتائج هى مكتوبة ويعلم بها الله عز وجل،
والبدايات هنا بالنسبة لنا هى لحظة الميلاد ، اما النتائج او النهايات فهى مُتمثلة فى الموت
والموت حقيقة ثابتة ولا يستطيع اى شخص انكار ذلك ؛
ومما سبق فيجب ان نتسائل بديهياُ هنا .. هل معنى ذلك ان الله يعلم من قبل خلق الانسان
،مصيرة فى النهاية ، اى الفوز بالجنة او الهلاك فى النار ؟ والاجابة هى نعم
فكيف يعلم الله كل هذا ويُحاسبنا عليه !؟ فنحن هنا لم نختار ميلادنا او اسامينا او طولنا او ملامحنا او موتنا ... الخ .. فكلها أشياء نحن مسيرون فيها وليس لنا أدنى تدخل فى هذه القضية او حتى معرفتنا وتنبؤنا بها.
فبأى منطق نُحاسب ونهايتنا معلومة عِند الله ؟
وما يُلحق بنا من كوارث أو أمراض مثلا ... الخ ،يعلمها الله ايضاً بل وهى مُقدرة و مكتوبة فى اللوحٍ المحفوظ منذ قبل مجئ الخليقة أصلاً ؟
وهذا يأخذنا ايضا الى سؤال أهم وأعمق ، وهو :هل الانسان مسير ام مخير؟
قبل الاجابة على هذا التساؤل ، يجب علينا ان نربط الاشياء المتناثرة بعضها البعض ،
فحقيقتاً هناك عامل رئيسى لابد هنا من التركيز عليه جيداً .. وهو عنصر الاكراه ، فهل نحن مكرهون حقاً على فعل الشئ محل المُسائلة او المُحاسبة ؟
فى الحقيقة اننا مخيرون فى أشياء عِدة ، ومسيرون فى أشياء أخرى ..
فعندما مثلا تُقرر الانتحار ووضعت بنفسك امام عجلات القِطار ، ومن ثم انهيت حياتك بيدك .. هل معنى هذا ان الله هو الذى يُريد ان يُفنى حياتك ؟
اذا كان الله يريد ذلك، فلماذا أعطانا العقل ، فنحن من نُقرر ونحن من "نختار" طالما الشئ محل المحاسبة هنا لا يخرج عن إطار العقل ، اى الشئ الذى بإيدينا نحن فعلناه
ومن هنا نعلم ان الله لم يُلزمنا بمصير مُعين ولم يُكرهنا على فعل الشئ؛ بل انه ترك لنا مطلق الحرية كاملتاً فى ان نُشكل حياتنا ونختار ونُخطئ ونتألم كى نتعلم .. وهذا كله من أجل حِكمة يريدها ويعلمها الله وحده ،
كل ما سبق يعنى لنا شيئاً فى غاية الاهمية ، هو أن الله عز وجل بالرغم من أنه يعلم كل شئ ومُقدر كل شئ ، سواء أكان الانسان مُسير فى فعله او مخير فيه ، فلماذا خلقنا الله ؟ وبأى منطق خلقنا أصلا ونهايتنا معلومة عِند الله عز وجل .
نعم نحن من نختار ونحن من نشكل حياتنا ، ولم يرغمنا الله على فعل الكبائِر
ولكننا لا نعلم ما سنحظى به فى الاخرة ،
والموضوع هنا أشبة بإمتحان او إختبار وضع امامك، و لديك المنهج اى منهج كان شريطة الا يخرج عن الامتحان ، ولك كامل الحرية فى أن تذاكر جيداً حتى تحظى بالنجاح والسرور او لا تذاكر اصلا وترسب فى هذا الاختبار ..
ولله المثل الاعلى ، فإستاذ المادة فرضاُ انه وضع نتيجة الامتحان مُسبقاً؛ وجعل نسبة الرسوب اعلى من نسبة النجاح مثلاً .. معنى ذلك انه فى حين مذاكرتى او عدمها فنتيجتى مكتوبة ومعلومة من قِبل واضع الامتحان او الاختبار ! فلماذا اذاكر ؟
دعنى اجيب لك على هذا .. يجب عليك ان تذاكر فى كلتا الحالتين لماذا ؟ لاننا لا نعلم المكتوب ولكننا نعلم انه بديهياً جداً اننا اذا ذاكرنا واجتهدنا سوف نحظى بالنجاح .
وهذا من احدى اسباب التى يتبيّن لنا فيها عظمة الله سبحانة وتعالى .. فتخيل معى اننا نعلم مصائرنا وما سيحدث .. تخيل شكل الحياة، تخيل انك تعلم انه لا قدر الله غداً سوف تموت
او سيحدث لك حادثة فى الطريق مثلا وانت على علم بذلك !!
تخيل ما سوف نعانية من الآم .. يالها من رحمة من الله على سائِر البشر
الحياة يا اخوانى هى هذا الاختبار .. هى المناسبة للمعرفة .. هى التعرف على انفسنا ومنها نتعرف ونصل بها الى معرفة الله سبحانة وتعالىّ ..
1 للتعليق >>> إضغط هنا:
11/3/12
عجبنى اوى تشبيه الامتحان
مبدع من يومك
إرسال تعليق