ياللى زرعتوا الخوف فى بر الآمـان
ونسيتوا حتى أنتوا زرعتوه فين
مات الربيع .. فى جناين الشيطان
والموت بيزرع علـمة فى العلمــين
ضاقت عليكوا الأرض .. جيتوا تحاربوا بعـض
فى بلادنا أم الخير .. والإبتسام والورد
الموت طرح ، أزهار حديـد ملغوم
تحصد غصون الفرحــة والأحلام
زهر الهلاك ..
خلىّ الهوا مسموم
الموت فضل ،، وبترحل الآعـــــوام
يا كل الإنسانية .. الدم ماهوش ميه
تعالوا لموا الموت .. من تحت رجليا .
أثناء الحرب العالمية الثانية . و وقت إلاحتلال الإنجليزى لمصر ، كانت قوات الجيش النازى تحتل ليبيا حينها واجتاحت جيوش النازية الصحراء بقيادة الجنرال " روميل " والمعروف بلقب " تعلب الصحراء "، وصولا الى صحراء مصر الغربية لمواجهة قوى الحلفاء والمتمثلة فى الجيش الأنجليزى .. ولتلاشى اي محاولات انجليزية للبدء بالهجوم والاحتكاك بالألمان ، قام القائد روميل بزرع أعداد لا تعد ولا تحصى من الألغام فى باطن الصحراء الغربية وبالتحديد فى منطقة " العلمين " فى الساحل الشمالى بمصر ، لاستخدامها كخط دفاع فى حين هجوم الجيش الانجليزى ، وقامت انجلترا هى الاخرى بفعل نفس الشئ فى قالب صحراء مصر الغربية لتبدأ المعركة التى اسفر عنها مقتل ملايين الجنود من الألمان والايطاليين والأنجليز ، ومنطقة العلمين تعد مهداه من قبل السلطات المصرية الى الجنود الذين قتلوا فى تلك المعركة كمقابر لهم ، فترى منطقة معدة خصيصاً لمقابر الجنود الألمان ، ومثلة نفس الشئ للايطاليين والأنجليز ، بإختصار شديد منطقة العلمين بعد تلك المعركة ومن أيام الحرب العالمية الثانية والى يومنا هذا تعد بمثابة حقول للألغام ، اذ ان هناك أعداد لا تحصى من الألغام فى باطن صحراء مصر الغربية وبالأخص منطقة العلمين . والى يومنا هذا الألغام كما هى ويقول الخبراء حول حقول الالغام هذه بأنها تعد حقول غير عادية حيث انها زرعت فى باطن الأرض رأسياً على امتداد ثلاث طبقات ، فإذا قمت بإزالة اللغم الأول سينفجر الثانى واذا قمت بإزالة اللغم الثانى سينفجر الثالث . وهكذا ، ولا يوجد من جانب السلطات المصرية ادنى حل لتك البقعة الضائعة من أرضنا الغاليه .. فتجد فى منطقة العالمين من فقد قدمة ومن فقد يدية أو جزءاً من جسدة فضلاً عن الآف الضحايا من القبائل المصرية التى تعيش فى تلك المنطقة ..
ما دفعنى لكتابة تلك التدوينة هى أغنية صوت مصر الفنان محمد منير التى تسمى " جناين الشيطان " فحقاً تلك المشكلة ليست بهينة ولا يصح ان تترك الى الآن والآلاف يلقون مصرعهم لمجرد ذهاب أحدهم الى مكان ما ، او بعض اطفال يلهون مع بعضهم فينفجر لغم مثلا ينهى حياتة ! فلا تعلم مكان اللغم تحديداً والقبائل التى تسكن هناك متعايشة مع تلك الأوضاع المؤسفة دون حل ، فقد علمت ايضاً ان أقرب مستشفى لأسعاف اى حالة، تبعد عن منطقة العلمين بحوالى 300 كيلو !!
هذا سبب تسمية منطقة العلمين بـ " جناين الشيطان " حقاً اللعنة على الحرب العالمية وعلى من ترك لنا الموت مزروع فى أراضينا الغالية :(
0 للتعليق >>> إضغط هنا:
إرسال تعليق