أيها المغيبون .. أفيقوا يرحمكم الله





كلما نظرت الى تلك الصورة، كلما زاد ألمى ودهشتى لما نعيشة من واقع مرير !
اذا طرحنا على أنفسنا فى ظل هذا الواقع الاليم أسئلة مثل " ما هو الهدف من الحياة ؟" أو " ما هى مشاكلك الكُبرىّ ؟ " ؛ أعتقد أن الغالبية العُظمى ستجيب بـ .. نعم هدفى فى حياتى هو تربية وتعليم أطفالى ، او هدفى هو أن أعمل بوظيفة مُناسبة تضمن لى حياةً كريمة .. أو ماشابة ذلك ،، أما عن مشاكلنا الُكبرى فهى تتمثل فى كيفية العثور عن النقود من أجل كل ما كان وما سيكون .. من أجل كل شئ وأى شئ ، فالمادة هى أساس الوجود ..
بالنقود تستطيع أن تنعم بحياة كريمة وبها أيضاً تتزوج وبها تُرشى أحد المسؤليين كى تلحق بوظيفة ما وبها تستخرج أوراقك الرسمية وبها وبها .. كل شئ ؛ وبالتالى أصبحت الحياة هى المادة " اى النقود " ، وهذا يُرشدنا الى رؤية الواقع على حقيقتة وما لحق بنا من أضرار جسيمة كالجهل والعنوسة والبطالة والفقر وانتشار الفحشاء والرزيلة فى المجتمع ، حتى صار أغلب الناس لا يشعرون بمعنى وقيمة  الشعور نفسة !!
وعليه فالأب فى المنزل كل ما يسبب له مُشكلة عُظمى تتجسد فيما يحتاجة أطفالة لا ما يشعر به الطفل . وهذه كارثة
فلا يُهم الأب ما إذا كان أبنة يُعانى من حالة إكتئاب أو حدثت معه مُشكلة أشعرته بالذل وعدم القيمة .. وهذا نتيجته اولاً تتمثل فى أن الأب لا يسأل لا يستفسر وبالتالى سيبادلة الابن بالامتناع عن الحديث ، اذ ان هناك حواجز بينهما 
.. ومن البديهى هنا أن نسأل - على من نلقى عاتق المسؤلية كاملاً ؟ 
والاجابة هى بكل بساطة ، ( الرأسمالية ) نعم انها الرأسمالية أخطبوط يحوم بأذرعتة ليُسيطر على المُجتمع، وهى ليست مصادفة فهى آداة لتدمير وتشوية المُجتمع كيفما تشاء ، 
و بمعنى أدق .. يسعى الرأسمالى للحصول على مزيداً من الأرباح ،فما علاقة ذلك بالأسرة بشكل خاص والمُجتمع بشكل عام ؟! ،  
سنجد الواقع يُجيبنا على هذا التساؤل .. نحن بصدد أخطبوط يسمى الرأسمالية وهو نظام عالمى والعالم اصبح بمثابة قرية صغيرة والانفتاح الاقتصادى ... الخ ، كُل هذا العبث هو ما أوصلنا لما نحن عليه الآن .. كيف ؟
نجد الان أن كُبرى المشروعات التجارية يُسيطر عليها الرأسماليون من بنوك ومتاجر وشركات ومصانع .. الخ
العامل هنا فى نظر البرجوازى " من لديه رأس المال " هو بمثابة آلة ولا يعنية تماماً ما اذا كان هذا العامل سيصاب بالاعياء أو غير قادر على تحمل اعباء العمل ليطلب راحة عن العمل، او الاستجابة لمطلب العمال بزيادة الاجور ، هذا ليس من شأنة فكل ما يعنية وشغلة الشاغل يتمثل فى كيفية حصولة على الارباح بل والسعى لزيادة تلك الارباح أكثر وأكثر .. وانتهى بهذا ما أشرت له سابقاً الا وهو " الشعور - الأحساس " احترام آدمية المواطن ، نحن العاملون تحت رحمة الرأسمالين والراتب او الأجرة شأنهم فى نظر الاخير شأن تجهيز المصنع او شراء آلات حديثة تجديد واجهة المتجر وما الى ذلك .. فهذا كله له قيمة ثابتة ومعلومة فى الاسواق ومثلها أجرة العامل .. 


هؤلاء اللصوص بهذا يتدخلون فى حياتنا الشخصية من تعليم وصحة وزواج .. الخ ، فبمقدار ما يقوم العامل بتحصيلة من راتبة يقوم بشراء او فعل ما يريد ، وهذا يضعة فى بيئة مُعينة ومدارس معينة يتعلم بها، ومستشفيات معينة يُعالج فيها
فبقدر ما لديه من اموال تكبدها من الرأسمالى، بقدر ما تتشكل حياته ..
وهذا ما آدى الى اتساع الفروق بين الطبقات فى المجتمع،
بل وهذا ايضاً قد يستدعى الى الشعور بالضغينة والحقد على من لديه المال والنفوذ .. 


وفى نفس السياق وبما أن الدولة مصلحتها الاولى والآخيرة مع الرأسماليون وتحمى مصالحهما معاً آدوات قمعية عِدة كالجيش والشرطة .. فمن المرونة للحد من هذه الفروق ان تضع لنا الدولة السُم فى العسل ، فتكتب اقلام النظام ما يستوجب لدى الطبقات الكادحة الشعور بأن المُشكلة ليست فى النظام بل هى فى هذه الطبقات نفسها ! وهذا ما يُدعمة الاعلام من صُحف ومجلات وقنوات فضائية وغيرة .. وقطعاً الاعلام بشتى أشكالة أيضاً ملك للرأسماليين ..
وإن تَمرد أحد ونادى بحقة سيقابل بالحبس والسحل والاعتقال وقد يصل الى القتل ،


وهناك شريحة من الطبقات الكادحة تعمل كأداه فى يد النظام تُنفذ أغراضة ، كمُروجى المُخدرات مثلا !
وبالتالى يغرق الكادحين فى مُستنقع ملئ بالأوهام ومنها يتجهون بالتدريج من السعى وراء حقوقِهم للسعى وراء إشباع حاجتهم وعطشهم للمخدرات .. 




ومن المؤسف والمُوجع أن تستيقظ من كُل هذا الوهم العظيم لتُطالب بأبسط حقوقك .. لتجد من حولك يضطهدونك ويُلقى عليك اللوم وقد يتهمونك بالجنون ، فالواقع لا يتطلب من يتمرد عليه كى يستطيع العيش بل يتطلب من يتعايش معه كما هو حتى ولو كان على حساب كرامتك !


هؤلاء المُغيبون هم من سيغرقونا جميعاً، الآجيال السابقة بل وجزء من الاجيال الحالية أيضاً أختاروا أن يتعايشوا مع الواقع كما هو ، بقذارته وأوباءة، وبالتالى فلا مكان لمن يتمرد على ذلك بينهم ..

يا أيها المُغيبون .. أفيقوا يرحمكم الله .
فالواقع على شفة حفرة من جُهنم ونيران الذل والمهانة سوف تلتهمنا جميعاً ..

0 للتعليق >>> إضغط هنا: