شى لله يا لغزاوية .. لـ احمد فؤاد نجم


شى لله يا لغزاوية
يا وجع الامة العربية
لا انتو حماس ولا عباس
فلسطين هى القضية
شى لله وعلى دلعونا
حكمونا ولاد الملعونة
والاخر خاتم وباعونا
للسمسار والصهيونية
شى لله وانتوا لوحديكوا
الله ينصركوا ويهديكوا
ويدمر دولة اعاديكوا
والايام اهى رايحة وجاية
شى لله ولا عادش رجوع
ويّا الخاين والجربوع
الاطفال ماتت م الجوع
والعطشان مش لاقى المية
شى لله على احلى كلام
ناس تصحى والامة تنام
يعنى قفاك يصبح قدام
يالعربى..  وتركب عربية
.... تابع قراءة التدوينة

أُحبــك .


حبيبتى .. غادرتُ شَتىّ جِراحى ، وسَكنتُ أوطانِك .. كم أنـا
مُشتاق رؤياكِ ؛ برغم بُعَادى لكنكِ تسكُنينَ فؤادى .
وكأن الخريفَ قد أرادَ الأ يأتى هذا العامَ ، وأصبحتِ
أنتِ الربيعَ .. وانتِ كُل العَوامَ .
  ..  أُحبــكـ  ..
.... تابع قراءة التدوينة

الحب لا .. الرحمة نعم

بالرغم من قيمة مشاعر الحب عندى وعندكم معاشر القراء والقارئات، وبالرغم من ان الحب يكاد يكون صنم هذا العصر الذى يحرق له البخور ، ويقدم له الشباب القرابين من دمائهم ، ويقدم له الشيوخ القرابين من سمعتهم ، وترتل له الاناشيد ، ويزمر له الزامر ، ويطبل الطبال ، وترقص الراقصة ، وتعمل بلاتوهات السينما وستوديهات التليفزيون ، وكباريهات شارع الهرم ليل نهار لتمجيدة ورفعة على العرش ، ليكون المعبود الاول والمقصود الاول ، والشاغل الاوحد والهدف الاوحد والغاية المثلى للحياة التى بدونها لا تكون الحياة حياة .
وبالرغم من اننا جميعاً جناة او ضحايا لهذا الحب ، وليس فينا الا من اصابه جرح او سهم او حرق ، او اصاب غيره بجرح او سهم او حرق .
بالرغم من هذه الاهمية القصوى والصدارة المطلقة لموضوع الحب فى هذا الزمان. فإنى استأذنكم فى إعادة النظر وفى وقفة تأمل ، وفى محاولة فهم لهذا التيه الذى نتيه فيه جميعاً شيوخاً وشباباً وصبايا .
وأسأل نفسى أولاً واسألكم :
هل تعلمون لماذا يرتبط الحب دائماً بالألم ، ولماذا ينتهى بالدموع وخيبة الامال ؟؟! .
دعونى أحاول الاجابه فأقول : ان الحب والرغبة قرينان .. وانه لا يمكن ان تحب امرأة دون أن ترغبها ، ولهذا ما تلبث نسمات الحب الرفافة الحنون ان تمازج الدم واللحم . والجبلة البشرية فتتحول الى ريح واعصار وزوبعة تدفع بالمرأة الى حضن الرجل ، حيث ينصهر اللحم والعظم فى اتون من الشهوة العارمة ، واللذة الوقتية التى تكاد تشتعل حتى تنطفئ .
والشهوة فى طبيعتها العنف والعدوان والامتلاك والتسلط ، والمرأة التى كانت تسير مع الرجل جنباً الى جنب ويداً فى يد ، تصبح بالشهوة تحته وتتحول الى كيان ذائب مسحوق بين ذراعية .
هل أقول إن الحب يتضمن قسوة خفية وعدواناً مستتراً ؟
نعم هو كذلك اذا اصطبغ بالشهوة ، وهو لابد ان يتلون بالشهوة بحكم البشرية .
والمرأة التى تشعر بان الرجل استولى على روحها ، تحاول هى الاخرى ان تنزع روحة وتستولى عليها .. وان كان يأخد شكل الحب .
والمرة الوحيدة التى جاء فيها ذكر الحب فى القرآن هى قصة امرأة العزيزالتى شغفها فتاها ( يوسف ) حباً .
فماذا فعلت امراة العزيز حينما تعفف يوسف الصديق ؟ وماذا فعلت حينما دخل عليهما الزوج ؟ لقد طالبت بإيداع يوسف السجن وتعذيبة .
{ قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً الا ان يسجن أو عذاب أليم }
 وماذا قالت لصاحباتها وهى تروى قصة حبها 
{ ولقد راودتة عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين }
ان عنف حبها اقترن عندها بالقسوة والسجن والتعذيب !
وماذا قال يوسف الصديق ؟
 { قال رب السجن أحب الى مما يدعوننى اليه } .
لانه ادرك ببصيرته ان الحب سجن ، وان الشهوة قيد اذا استسلم له الرجل أطبق على عنقة حتى الموت .. ورأى ان مكثة فى السجن عدة سنوات ، ارحم من الخضوع للشهوة التى هى سجن مؤبد الى أخر الحيــاة .
ان الحب لا يظل حباً صافياً رفافاً شفافاً ، وانما ما يلبث بحكم الجبلة البشرية ان يصبح جزءا من ثالوث هو : " الحب والجنس والقسوة " ، وهو ثالوث متلاحم يقترن بعضة ببعض على الدوام .
ولان قصة الحب التى خالطتها الشهوة ما تلبث ان تنتهى الى الاشباع فى دقائق ، ثم بعد ذلك يأتى التعب والملل والرغبة عند الاثنين فى تغيير الطبق ، وتجديد الصنف لاشعال الشهوة والفضول من جديد .. لهذا ما يلبث ان يتداعى الحب الى شك فى كل طرف من غدر الطرف الاخر .. وهذا بدوره يؤدى الى مزيد من الارتياب والتربص والقسوة والغيرة ، وهكذا يتحول الحب الى تعاسة والآم ودموع وتجريح .
والحب لا يكاد ينفك ابداً عن هذا الثالوث .. الحب والجنس والقسوة .. وهو لهذا مقضى عليه بالإحباط وخيبة الامل ، ومحكوم عليه بالتقلب من الضد الى الضد ، ومن النقيض الى النقيض .. فيرتد الحب عداوة وينقلب كراهية وتنتحر العواطف كل يوم مائة مرة .. وذلك هو عين العذاب .
ولهذا لا يصلح هذا الثالوث ان يكون اساساً لزواج ولا يصلح لبناء البيوت ، ولا يصلح لاقامة الوشائج الثابتة بين الجنسين .
ومن دلائل عظمة القرآن واعجازة انه حينما ذكر الزواج ، لم يذكر الحب وإنما ذكر المودة والرحمة والسكن ... 
سكن النفوس بعضها الى بعض .
وراحة النفوس بعضها الى بعض .
وقيام الرحمة وليس الحب .. والمودة وليس الشهوة .
{ ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة }
انها الرحمة والموده .. مفتاح البيوت .
والرحمة تحتوى على الحب بالضرورة .. والحب لا يشتمل على الرحمة ، بل يكاد ان ينقلب عدواناً . والرحمة أعمق من الحب وأصفى وآطهر .
والرحمة عاطفة انسانية راقيه مركبة ، ففيها الحب ، وفيها الاخوة ، وفيها الصداقة ، وفيها الحنان ، وفيها العفو ، وفيها الكرم ، وكلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية ، وقليل منا هم القادرون على الرحمة .
وبين الف حبيبة ، هناك واحدة يمكن ان ترحم ، والباقى طالبات هوى ونشوة ولذة .
ولذلك جاء كتاب الحكمة الازلية الذى تنزل علينا من الحق .. يذكرنا عند الزواج بالرحمة والمودة والسكن .. ولم يذكر كلمة واحدة عن الحب ، محطماً بذلك صنم العصر ومعبودة الاول ، كما حطم اصنام الكعبة من قديم .
والذين خبروا الحياة وباشروا حلوها ومرها ، وتمرسوا بالنساء يعرفون مدى عمق وأصاله وصدق هذه الكلمات المنزلة .
 وليس فى هذه الكلمات مصادرة للحب، او الغاء للشهوة وانما هى توكيد . وبيان بأن ممارسة الحب والشهوة بدون إطار من الرحمة والمودة والشرعية هو عبث لابد ان ينتهى الى الاحباط .
والحيوانات تمارس الحب والشهوة وتتبادل الغزل .
وإنما الانسان وحده هو الذى امتاز بهذا الاطار من المودة والرحمة والرأفة ، لانه هو وحدة الذى استطاع ان يستعلى على شهواته ؛ فيصوم وهو جائع ويتعفف وهو مشتاق .
والرحمة ليست ضعفاً ونما هى غاية القوة ، لانها استعلاء على الحيوانية والبهيمية والظلمة الشهوانية .
الرحمة هى النور والشهوة هى النار .
واهل الرحمة هم اهل النور والصفاء والبهاء ، وهم الوجهاء حقاً .
والقسوة جبن والرحمة شجاعة ، ولا يؤتى الرحمة الا كل شجاع كريم نبيل .
ولا يشتغل بالانتقام والتنكيل الا اهل الصغار والخسة والوضاعة .
والرحمة هى خاتم الجنة على جباه السعداء الموعودين من اهل الارض .. تعرفهم بسيماهم ووضاءتهم وعلامة الرحيم هى الهدوء والسكينة والسماحة ، ورحابة الصدر ، والحلم والوداعة والصبر والتريث ومراجعة النفس قبل الاندفاع فى ردود الافعال ، وعدم التهالك على الحظوظ العاجلة والمنافع الشخصية .
والتنزة عن الغل وضبط الشهوة ، وطول التفكير وحب الصمت والائتناس بالخلوة وعدم الوحشة من التوحد . لأن الرحيم له من داخلة نور يؤنسه . ولانه فى حوار دائم مع الحق ، وفى بسطة دائمة مع الخلق .
والرحماء قليلون ، وهم أركان الدنيا واوتادها التى يحفظ بها الله الارض ومن عليها .
ولا تقوم القيامة الا حينما تنفذ الرحمة من القلوب ويتفشى الغل وتسود المادية الغليظة وتنفرد الشهوات بمصير الناس ، فينهار بنيان الارض وتتهدم هياكلها من القواعد .
اللهم انى اسالك رحمة ..
اللهم انى اسالك مودة تدوم ..
اللهم انى اسالك سكنا عطوفا وقلبا طيبا .. 
اللهم لا رحمة الا بك ومنك واليك .

من كتاب ( عصر القرود )  .. لـ | مصطفى محمود
.... تابع قراءة التدوينة