" على حافة الزلزال " الفصل الاول ،، د | مصطفى محمود

الان وبعد تسلسل الاحداث فى اعقاب الحادى عشر من سبتمبر وتفجير مركز التجارة الدولى وسقوط البرجين وهدم البنتاجون وحرائق نيويورك وواشنطن والغضبة الامريكية التى اعتبرت ما حدث عملاً إرهابيا مدبرا بأيدى " طالبان ونظام القاعدة " وان ما حدث هو عدوان يسوغ لها فى تجريد حمله عسكرية لغزو افغانستان وإسقاط رؤوس الحكم الاسلامى هناك .. وكيف تحولت الغضبة الشرسة الى خطة عسكرية محكمة وتحالف مع قوات الشمال الافغانى المعارض .. وافواج من الطائرات المنقضة وقنابل رهيبة زنة 7 أطنان وقنابل انشطارية من النوع المحرم دوليا واستباحة لكل المحرمات العسكرية وخروج على كل القيود وانتهاك لكل التحفظات للخلاص من العملية بسرعة ودخول " كابول " ورفع الاعلام الامريكية .. 
مرت هذه الاحداث فى ذهنى كبرق خاطف واستولى على شعورى وإدراك مفاجئ .. بإن الذين قالوا بأن أحداث الحادى عشر من سبتمبر هى أحداث مصنوعة بأيدى امريكية لتسوغ هذا الذى اراه امامى من عنف وعدوانية .. وانها طبخة أمريكية لتسويق هذا العدوان وتبريرة ! .. استعرضت هذا الرأى فى ذهنى وروحت أمضغة فى بطء .. ورأيت لآول مرة أنه تفكير له أسبابه .. وانه رأى لا يمكن استبعاده
إن تداعى الاحداث بهذه السرعة .. والنقلات الفورية من مرحلة لمرحلة .. والتوظيف الفورى للسخط والاحباط الذى أصاب المشاهد الأمريكى لما يشاهده على شاشات التليفزيون .. والإحساس بالإهانة لما يراه وبحق أمريكا الكامل فى ان تعاقب وتنكل بمن فعل هذا وأن تدمر وتمحق وتسحق كل أعدائها .
وتوظيف كل هذه المشاعر وتعبئتها فى هجوم مُخطط وفورى ..
واستعراض ما حدث فى سيل فياض من الصور والمشاهد تنهال على اعين المشاهدين فى كل تليفزيونات العالم بشكل متكرر ومفروض ودورى ومتعمد " لغرس الهول فى قلوب كل من يرى ويسمع ولم ينهض الى نجدتها والى الانتقام من اعدائها المجرمين "
كل هذا يدل ان حرائق الحادى عشر من سبتمبر كانت وجبه سابقة التجهيز لتبرير هجوم وعدوان أكبر لامتلاك ناصيه العالم والتحكم فى مصيره ومستقبلة وثروات شعوبة وايضا حريات افراده انتقاماً لما حدث ..
ومن يلومها  ؟!
لن يلومها أحد فى كل ما تفعل ..  " عداها العيب "
ولكن الخطة كانت أكبر بكثير مما حدث واوسع بكثير مما نرى .. وعواقبها كانت ابعد بكثير مما يقع تحت حصر .. وكانت خطتها قد أعدت سلفاً على مهل وتدبر وتفكر !
ـ فقد نقلت أمريكا جيوشها وعسكرها وقواعد طائراتها الى افغانستان وسيكون لها  قول ونصيب فى بترول بحر قزوين وسيكون للشركات الامريكية حصة الاسد فى تصنيع وتكرير ومد خطوط وانابيب هذا النفط عبر آسيا لكل الدول المشتركة .. ونفس الشئ يقال عن الغاز الطبيعى من هذه المصادر ومشتقاته .. وهى احلام قديمة كانت تخطط لها امريكا من زمن .. ثم ان هناك نتائج أبعد ..
وبعد ما حدث لافغانستان وللنظام الطالبانى الاسلامى وللنظم الاسلامية التى تشبهه فى تشدده .. سيكون التطبيق الاسلامى محل نظر .. وستوضع الدول الاسلامية كلها فى خانة المساءلة وفى خانه الرعب الآبدى .. وستكون الشريعه الاسلامية ذاتها محل نظر ومحل تغيير وتبديل وتطوير .. وربما احتاج الامر الى ان تصبح الدول العربية الاسلامية مثل تركيا تذيع العمليه الجنسية على شعوبها فى جميع الفضائيات بإعتبار ان هذا هو التقدم .. والتمدن  وربما يجرى الضغط على كل دول العالم الاسلامى للاخذ بالنظام العلمانى ..  وسوف تتحكم امريكا فى الاسواق الاسلامية بيعا وشراء وسوف تملك ناصية التجارة العالمية بالكامل .. وسوف تتراجع الاسواق العربية الى ركود لا يدرى أحد متى تكون نهايته 
وسوف يتم تسويق الشذوذ الجنسى وزواج الرجال بالرجال وزواج النساء بالنساء فى كل العالم الاسلامى الخاضع لوصايه أو تسلط أمريكى فهذا هو المفهوم الواسع للحرية والتمدن
وسوف تباح المخدرات ويعرض البانجو والحشيش والافيون والهيروين كما تعرض المخدرات على ارصفة الدنمارك وهولندا .. وسوف تستنزف المخدرات خزائن الدول الاسلامية وصحة شبابها ووعى رجالها .. كما حدث فى حرب الآفيون التى ضيعت الصين ، وسوف تحكم امريكا العالم وتسيرة على هواها ولمصالح اقتصادها وسلطان دولارها ..  إننا نقول الان ان الحرب انتهت ،، وأنا اعتقد أنها بدأت !!
وستكون الحرب القادمة حروبا اقتصادية وإفساد إعلاميا وانحلالا شبابيا وتدهور معنويا فى كل شئ ..  والسؤال الذى يدور فى خاطر الكل الآن .
وهل تطلق يد أمريكا لتفعل كل هذا .. ؟!!  وكيف ستفرض سلطانها على العالم كله .. وكيف تحكمة بلا منافس .. ؟!
اليس لهذه الدنيا خالق وللكون صاحب يسيره ..
اقول نعم .. ومن أجل هذا سوف تأتى عاد الثانية .. لإن النظام الامريكى سينفرد بالعالم وسيحاول تشكيله على هواه وسوف تتحكم وتسخر كل شئ من أجل مصالحها .. 
ومن أجل هذا يقول القرآن عن رب العالمين  { وانه أهلك عادا الأولى }  .. " النجم : 50 "  وهى اشارة قرآنية بانه سوف تاتى فيما تبقى من الزمن .. عاد ثانية تحكم العالم بلا منافس وتسود وتتحكم .. وما يحدث الان هى مقدمتها .. والحرب الاخيرة على افغانستان هى المدخل والبداية لهذا الذى سوف يحدث ،،
اما الذى دفعنى أؤمن بأنها حقا مؤامرة مدبرة ومعده سلفا ، فالننظر جميعاً الى الشعب الافغانى ؛ هذا الشعب المهلهل الذى تراه على شاشات الفضائيات والتليفزيون والذى لا يجد قوت يومة .. ماذا فعل امام الموت الذى ينقض عليه من السماء والقنابل التى تفجر بيوته وتهدم اعشاشه .. والذى انسحب من كابول بعد ايام .. ثم انهار تماما وتفكك وتبخر ولم يعد له وجود ،، هل هذا الافغانى الجائع المهلهل هو الذى خطف الطائرة الـ  Pan American  ,  وجلس يتعامل بعبقريه مع الكترونياتها ويقوم بعرض بهلوانى مذهل ينقض فيه من السماء الى غابه الابراج ويدور حولها ويخترقها ويفجرها .. قطعاً استحاله،
هذه الحرفيه لا يمكن ان تنشأ بتمرينات عدة ايام
انهم الامريكان لحما ودما .. وهذه لعبتهم .. وهم وحدهم الذين يعرفون الممرات الجوية فى سماواتهم والقوانين التى تحكم فضائهم المزدحم بالحركة والنشاط 
وايضا هم الذين صنعوا عبوات الانثراكس .. فالأبحاث البيولوجيه .. والحرب البيولوجيه لعبتهم . وهم قد اعترفوا أن الانثراكس قادم من الداخل الامريكى ، وايضاً هم الذين صنعوا تفجير اوكلاهوما .. باعترافهم واعداؤهم فيهم ومنهم .. وهم الذين اختطفوا هذه الطائرة وقدموا هذه البهلوانيات .. هذا هو الاحتمال الاقرب ،، والخبر الذى تردد فى كل النشرات الاذاعيه وفى كل الفضائيات عن الاربعة الاف يهودى الذين يعملون فى مركز التجارة العالمى والذين تلقوا أمر بعدم الحضور الى المركز يوم 11 سبتمبر .. هو أكبر دليل على ان الطبخة سابقة التجهيز .. وإنها معلومه باليوم وبالساعة وبالثانية 
أما السؤال الاكثر صعوبه ..
كيف تصنع امريكا بنفسها هذا  الدمار لنفسها عامده متعمده ، وهل قاد هذه الطائرات طيارون .. ام كان يحركها ريموت كنترول من على الارض ؟!
كلها تفاصيل لا تقدم ولا تأخر .. وشريحة الكترونية صغيرة توضع فى الطائرة تصنع كل هذا واكثر .. إنما مفتاح هذه العمليه .. هو ماذا ستخسر امريكا .. برجين ؟!
ونعلم الان انهما قد بيعا لجهة تقدمت لشرائهما " مما يدل على انه كانت هناك صفقة مبيته " اما ماذا ستكسب امريكا .. فعليك أن تقرأ المقال من أوله .
ان المكسب اكبر من الخسارة بكثير  ، إن البرجين قد بيعا وسوف تقبض ثمنها .. والمكسب صافى والمغامرة تستحق .. ولا أدعى انى عرفت الحقيقة ، ولكن هو افتراض لا يمكن استبعاده .. ضمن الفروض العديده التى طرحتها الحادثه على عقولنا .. مجرد اجتهاد قد يخطئ وقد يصيب ..
اننا امام شئ اشبة بلعبه الامم .. لدرجه جعلت البعض يقول ان الكارثة مصنوعة  من اولها الى اخرها لتظهر بهذه الصورة الكارثيه لتسوغ امريكا وتبطش على اى صورة بما تريد وبمن تريد .. وكما استغلت امريكا بن لادن فى الماضى فى حربها مع الروس.. ممكن ان تستعمله مرة اخرى فى حربها الجديدة .
وستكون فرصة مواتيه له لتلميع افكاره والدعايه لافكارة .. وكانت احاديثة بالفعل كلها دعايه لنفسه .. وحربها عليه كانت تلميعا بمثل ما كانت تنكيلاً ..   وما حدث ان ادوات الاوركسترا تعاونت لتلعب على اعصاب العالم معزوفة واحدة .. مع نفس افراد الكورس القديم وبنفس آلياته  لتعطى الذراع الامريكية الفرصة لتطول الكل ولتنكل وتبطش بمن تشاء ولتنسف وتخسف وتدمر دون ان يلومها لائم .. 
ولا اعجب ان يكون كل هذا التخطيط قد خرج من دماغ جورج بوش الاب والداهيه  مدير المخابرات الامريكية السابق أنذاك .. وصانع مؤامرة حرب الخليج التى استدرج فيها صدام حسين الى حرب كانت فيها نهايته .. وكانت فيها سقوط الثروة البتروليه العربية فى ايدى الامريكان والتحكم فى اسعار النفط الى آخر الدهر ،، ومنذ هذا التاريخ اصبح من دأب الامريكان تسخيف اى كلام عن اى تفكير تآمرى  يحاول ان يفكر فيه العقل العربى .. والرد الجاهز دائماً .. ان الكلام عن التآمر والمؤامرة هو من سمات العقليه العربيه التافهه والسبب مفهوم ،، إنهم يريدون ابعاد الاذهان عن هذا اللون من التفكير الذى سوف يكشف مخططاتهم وسوف يجهض اطماعهم ، ولهذا السبب كان لابد ان تختفى السفيرة الامريكية " ابريل جلاسبى " التى استدرجت صدام حسين وشجعته وطمأنته على الشروع فى الهجوم على الكويت .. والا يظهر لها أثر وتختفى من الدنيا كلها بعد ذلك وتبلعها الارض .
كان لابد ان تختفى " ابريل جلاسبى " من الوجود .. لانها مفتاح عمليه التآمر ودليلها وبرهانها ،، ومحظور علينا ان نتكلم بمنطق المؤامرة .. اما هم فتاريخهم كله سلسله من التآمر على جميع المستويات .. وسلسله من الحروب على جميع الاصعده ..
من نهب واستنزاف الموارد والثروات والاستيلاء على الارض وكل ما يسكن فيها وكل ما يختفى فى باطنها .. الخ 
عصابه من الاذكياء تعمل بطول التاريخ وعرضة لها وجه اوربى متحضر ولسان يقطر بالعسل ويحفل بروايات الحب ومعارض تحتفل بالجديد فى كل علم ومسارح تحتفل بالجديد فى كل فن ومكتبات تزخر بالطرف فى كل أدب .. وجه حضارى اخاذ جذاب مضئ .. لكن اللباب والقلب اسود سواد الليل تعوى فيه الذئاب وتسرح فيه اسود الغابات .. وفى لحظة واحدة ينقلب المشهد الى دبابات وقاذفات وقنابل وبوراج وغواصات وراجمات صواريخ .. ومشاهد داميه مثل ما نرى فى افغانستان ... هل تريدون برهانا أخر على افتعال هذه الاحداث الرهيبة التى حدثت فى الحادى عشر من سبتمبر ... إقرأوا معى أخر خبر جاءت به صحيفة الحياة .. ان امريكا قدمت 8 مليارات دولار لآوزباكستان لتسمح بتمركز القوات الامريكية بصورة دائمة فى هذا البلد المطل على بحر قزوين .. ان الخطة مرسومة إذن وعين الشركات الامريكية على ما تحت قاع بحر قزوين .. على نفط بلا حدود .. وذهب اسود بلا نهايه .. والحرب مخططه من البدايه 
وكان لابد اذن ان تحدث تفجيرات 11 سبتمبر .. وان تُتهم افغانستان وطالبان وان تنتقل القوة العسكرية الامريكية بكاملها الى مقربه الحلم الجديد .... 
ولكن امريكا الان تحلم بما هو أكثر .. انها تريد ان تصادر فكرة الجهاد الاسلامى وتقتلعها من جذورها والمجاهدون المئتان من المسلمين الانجليز الذين ذهبوا الى افغانستان للحرب مع اخواتهم الافغان اتهمتهم المحاكم البريطانيه بالخيانه العظمة !!   
لماذا لم يُتهم اليهود البريطانيون الذين تطوعوا للحرب مع اسرائيل بالخيانة العظمى هم الاخرون ؟!! أم هو الكيل بمكيالين . ؟؟ بل عندهم الف مكيال 
الامريكان والانجليز هم وجهان لعمله واحدة .. والثنائى الانجلو امريكى هو استعمار بكل تاريخة  .. والجهاد الاسلامى فى نظر هذا الثنائى الاستعمارى ؛ هو الارهاب الذى لابد من سحقة والقضاء عله .. فهل ينجح الثنائى الانجلو أمريكى فى حكم العالم وفى القضاء على الاسلام .. وفى رفع راية ""  لا عظيم الإ أمريكا  "" .. ؟!
ربنا لا أدعى علماً فقد تخطئ كل هذه التصورات وما انا الا عقل حائر .. ولكن سوف تبقى حقيقة واحدة مؤكده لا تطولها الظنون .. ان امريكا قد احسنت استغلال هذه الكارثه ايا كان سببها واستثمرتها افضل استثمار لتركب على ظهر العالم وتقوده بالكرباج الى ما تخططه وتريدة
لقد لعبوها بأستاذية ووضعوا الجرس فى رقبه الافغان  ... والان  نحن لا نملك الا اجتهادا قد يخطئ وقد يصيب وفى حدود المعلومات المتاحة مازال الجزم مستحيلاً .

0 للتعليق >>> إضغط هنا: